الموصل .. الحاضرة والمجتمع كما عرفها العالم

الموصل .. الحاضرة والمجتمع كما عرفها العالم

دخلت الموصل الطور الثقافي والاجتماعي الذي عرفها به العالم بالفتح العربي الإسلامي في 16ه الذي صان خصائصها الاجتماعية وأرسى مبدأ التعايش الديني والعرقي فتعايش المسلم والمسيحي واليهودي والعربي ثم التركماني والكردي ووضعها في وعاء الثقافة العربية الإسلامية فأصبحت حاضرة المنطقة وواحة لهجرات الشعوب المتعددة كالأرمن والداغستان وغيرهم واستظل الجميع فيء سقيفتها الاجتماعية فكانت من بين أولى صور المجتمع الفسيفائي ومجتمع الفرص للجميع الذي أخذت مجتمعات أوربا بالعمل به في الزمن المعاصر.

كان لهذه المنظومة الاجتماعية المتقدمة معالم على مدى التاريخ مسّت كل صعيد من الصعد التي تميزت بها المدينة. هذه المعالم تطرح أسئلة كبيرة تشكل مجتمعة مقومات مشروع الموصل في التعافي والنهوض من جديد.
العلم
أمدت الموصل الأمة بكوكبة من الأئمة
o المبارك محمد الشيباني الجزي ثم الموصلي ابو السعادات الحديث
o ابو الحسن علي بن محمد الكامل في التاريخ 544ه – 637ه
o ضياء الدين ابو الفتح الكاتب البليغ (المثل الثائر في ادب الكاتب والشاعر)
هل يحكم الموصل أنصاف متعلمين؟

المقاومة:
ولدت في الموصل في القرن الرابع الهجري (العاشر ميلادي) مقاومة الشرق الإسلامي ضد الحروب الصليبية وخرج منها أول كتيبة لمواجهة الصليبيين في بلاد الشام بقيادة نوري الدين زنكي باني الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء التي هي عنوان المدينة. هل تستكين الموصل لاحتلال؟

قيادة ذاتية

في 1745م وأمام حصار الفرس لها أوجدت الموصل من نسيجها الاجتماعي وبيوتاتها منظومة اجتماعية وسياسية لإدارة المدينة وقائداً قادها إلى الصمود والنصر هو حسين باشا الجليلي وتكسرت نصال جيش نادر شاه على أسوارها وهو في طريقه إلى الأناضول فنجت الموصل وأنجت الدولة العثمانية. هل يحكم قامات المجتمعات نكراتها؟

اقتصاد:
أدارت الموصل تجارة واقتصاداً عالميين في القرنين 17 و 18 وعرفت في الأسواق العالمية بمنتجها المعروف باسمها “موسلين”. هل من عرف الرخاء يصبح رعية لمن لا يعرفه ؟

وصل عدد الحرف في الموصل في القرن 17 أكثر من 215 حرفة عكست تنوع مجتمعها. هل تصبح الموصل مركزاً للبطالة والعمالة الرخيصة والعبودية الاقتصادية؟

الفروسية:
في نهاية القرن 18 قاد ابن الموصل محمد أمين باشا الجليلي الجيش العثماني ضد روسيا القيصرية وكان أول ضابط عثماني من غير الأتراك يقلد وسام “غازي”. هل تقود المليشيات فروسية الموصل؟
المعرفة:
الموصل رئة العراق الثقافية. هل يحكمها الجهلاء وأنصاف المتعلمين؟
الجيش:
كانت الموصل مهد الجيش العثماني ثم الجيش العراقي في الدولة العراقية وولادة لكبار قادته. هل يحكم الموصل من لا يعرف الانضباط والآداب العسكرية؟

العنوان الكبير لمشهد الموصل اليوم: حاضرة بألوان الطيف تحكمها قوى أحادية اللون.
الموصل بثقافتها ومجتمعها وخصائصها مهددة بالزوال، ومنظومتها الاجتماعية التي عطلها الفساد بحاجة إلى أهل الخبرات كي يكونوا فريق عمل والى التدويل كآلية تحميها من فساد النظام السياسي وتؤمن الطريق أمام إعادة البناء.